استعرض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في إطار مشاركته في قداس بكركي، تجربته في إعادة فتح كاتدرائية نوتردام في باريس، والتي دُعي إليها من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. خلال زيارته، أشار البطريرك إلى أهمية الحدث الذي تضمن حضور شخصيات عالمية وتكريس مذبح الكاتدرائية، معبرًا عن شكره لماكرون على الدعوة والتأمين الخاص الذي رافقه. وقد تناول الراعي في حديثه أيضًا الوضع في سوريا، مؤكدًا ضرورة تعزيز العيش المشترك بين مكونات الشعب السوري وتأسيس سوريا على أسس المواطنة والمساواة. وأشاد بلقاء مطارنة وكهنة حلب ودمشق مع "هيئة تحرير الشام"، مؤكدًا أهمية التعاون المستمر بين الكنائس والمجتمع المدني السوري. أما في ما يتعلق بلبنان، فقد دعا البطريرك إلى ضرورة التوافق الوطني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في كانون الثاني المقبل، مؤكدًا على أهمية ذلك في ظل التحديات الحالية في البلاد، مع التوجيه بالصلوات من أجل السلام في سوريا ولبنان.
في السياق نفسه، ترأس المطران الياس عودة، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس بحضور حشد من المؤمنين، مما يعكس التلاحم المسيحي في لبنان رغم التحديات التي تواجه البلاد.
على الصعيد السياسي الدولي، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في المنتدى السياسي السنوي الذي انعقد في روما، على ضرورة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، برعاية كل من الولايات المتحدة وفرنسا، مشددًا على أهمية تطبيق القرار 1701 الذي يهدف إلى إزالة التوترات على الحدود الجنوبية. ميقاتي أشار أيضًا إلى التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان بسبب الأزمة السورية وتدفق اللاجئين السوريين، داعيًا المجتمع الدولي لدعم لبنان في مجالات إعادة الإعمار ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
وفي قارة آسيا، تطرق الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، مؤكدًا أنه سيظل ركيزة السلام والازدهار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. جاء ذلك في أول لقاء له مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية بالإنابة هان داك-سو، بعد عزل الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول. وأعرب بايدن عن تقديره لصمود الديمقراطية وسيادة القانون في كوريا الجنوبية.
أما في أوروبا، فقد أثارت الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وأيرلندا توترًا كبيرًا بعد قرار إسرائيل بإغلاق سفارتها في دبلن، على خلفية السياسة الأيرلندية المؤيدة لفلسطين، بما في ذلك دعم أيرلندا لدعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. الحكومة الأيرلندية من جانبها أكدت التزامها بحل الدولتين ودعم حقوق الإنسان.
في العراق، شدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على موقف بلاده الثابت في دعم وحدة الأراضي السورية والحفاظ على السلم الأهلي وحقوق الأقليات، مؤكدًا رفض العراق التدخل في الشأن الداخلي السوري. كما عبر عن دعم العراق لجهود السوريين في تجاوز الأزمة الحالية، مشيرًا إلى استعراض العلاقات الثنائية مع الأمم المتحدة.
في ذات السياق، أكدت المملكة العربية السعودية إدانتها لقرار الحكومة الإسرائيلية التوسع في الاستيطان في الجولان السوري المحتل، داعية المجتمع الدولي إلى ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
على صعيد متصل، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ووزيرة الداخلية نانسي فيزر من محاولات الهروب إلى ألمانيا من قبل الأشخاص المرتبطين بنظام بشار الأسد الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية. وقد أكدت بيربوك أن ألمانيا ستستمر في ملاحقة جميع مؤيدي النظام السوري المتورطين في هذه الجرائم، مشيرة إلى محاكمات سابقة تمت في ألمانيا ضد عناصر من النظام السوري.
من خلال هذه التصريحات والقرارات، يظهر جليًا أن الوضع السياسي والديبلوماسي في الشرق الأوسط والعالم يمر بتحديات كبيرة تتطلب تضافر الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار والسلام، بدءًا من سوريا ولبنان وصولًا إلى قضايا حقوق الإنسان والتحالفات الدولية.